تغريد أحمد عبد الله

تغريد أحمد عبد الله

رسامة حرة و خريجة معهد منشأت بحرية

 

عاشت وتربت في دار للأيتام، لم تكن أبدا تشعر أن ثمة مشكلة في كونها يتيمة، مارست حياتها بشكل طبيعي جدا، تذاكر وتجتهد وتنمي موهبتها الفنية فقد كانت تحب الرسم وتبرع فيه، تساعد أخواتها وترعاهم حتى بدأت تكبر وتختلط بالمجتمع بشكل أكبر وكان عليها أن تواجه سيلاً من الأسئلة مثل يعني إيه دار أيتام؟ يعني أنتم مش أخوات ؟ أخوات إزاي وأنتم مش نفس الإسم ؟ عايشين إزاي بقا ؟ بتاكلوا وتشربوا زينا كده ؟ إزاي يتيمة يعني ؟ ولادك هتبقى أمهم يتيمة؟

كانت ترد تارة وتتجاهل السؤال تارة أخرى مع الكثير من الضيق والقلق ولكنها في كثير من الأحوال لم تكن ترغب في الحديث عن تلك المسألة وتتمنى من داخلها لو أن أحداً لا يعلم حقيقة أنها يتيمة نشأت في دار رعاية كي تتجنب كل هذه الأسئلة التي ليس لها إجابة مرضية لهم .

استمرت تغريد في مشوارها الدراسي والتحقت بمعهد المنشآت البحرية، تدرس وترسم وتنمي موهبتها بتشجيع من الدار وماما ريم مديرة الدار التي تكن لها كل حب واحترام .

أنجزت دراستها في المعهد وعندما قامت معالي وزيرة التضامن بزيارة للمؤسسة الإيوائية التي تعيش بها إنبهرت كثيرا بلوحات تغريد وقامت بشراء لوحة منها ووافقت على منحها منحة دارسية في كلية الفنون الجميلة قسم الدراسات الحرة لتنمية موهبتها بالعلم والممارسة .

أنهت تغريد المنحة الدراسية واستكملت مشوارها في الرسم والممارسة وشاركت في أول معرض لها، بقاعة المعارض بكلية الفنون الجميلة وباعت الكثير من لوحاتها وسط إعجاب الزائرين.

تعرفت تغريد على ملتقى الشباب الذي تقيمه جمعية وطنية لشباب الأيتام عندما فازت الدار لديها بجائزة بيت الحلم عام 2017 . وحضرت أول جلسة حينها عرفت أن هناك شباب عاشوا نفس ظروفها ونجحوا في حياتهم ومنهم من يتحدث عن يتمه بشكل طبيعي، يواجه المجتمع بقوة ولا يخشى أحدا يشرح ببساطة حياته ويعذر جهل من حوله بوجوده ويستكمل طريقه واضعاً هدفه نصب عينيه. من هنا أصبحت تغريد أكثر قوة وكسرت حاجز الخوف من الحديث عن حياتها، وبدأت تتحدث عن اليتم باعتباره دافعاً وحافزاً لنجاحها غير عابئة بما يقوله الناس في دوائر معرفتها فخوره بنجاحها ومعتزة بموهبتها التي ميزها بها الله .